نابلس احدى أكبر المدن الفلسطينية سكانا وأهمها موقعا، وأكبر المدن الفلسطينية مساحة، حيث يقدر عدد سكانها ب 135,000 نسمة (2006)، والمدينة مركز لمحافظة نابلس وقراها. بلغ عدد قراها 56 قرية ويقدر عدد سكانها ب 336,380 نسمة حسب إحصاءات عام (2006). وقد سقطت تحت الاحتلال الإسرائيلي عام 1967 حين سقطت الضفة الغربية بأكملها.
المدينة
تضم مدينة نابلس جامعة النجاح الوطنية، أكبر الجامعات الفلسطينية. كما أنها سوق الأسهم الفلسطيني وفيها مراكز رئيسية تابعة لشركة الإتصالات الفلسطينية، تعتبر نابلس مركز تبادل زراعي وإقتصادي، كما تشتهر بصناعة الصابون، إنتاج زيت الزيتون والمصنوعات اليدوية. كما تنتج المدينة الأثاث، البلاط، وتشتهر بمهارة حجّاريها، ومصانع النسيج ودباغة الجلود. كما تعتبر المدينة مركزا لتبادل البضائع الحيّة كالمواشي. في المدينة عدة مخيمات للاجئين الفلسطينيين، هم عين بيت الما، بلاطة، عسكر القديم وعسكر الجديد، يسكنهم ما يفوق مجموعه ال34,000 نسمة.
تشتهر نابلس كذلك بعمارة أسواقها، وحي القصبة في المدينة القديمة، كما تشتهر بحلوياتها وخاصة "الكنافة" التي تنسب أجودها إلى المدينة.
جغرافيا
تقع المدينة في شمال الضفة الغربية بين جبلي جبل جرزيم وجبل عيبال عند إلتقاء دائرة عرض 32.13 شمالاً وخط طول 35.16 شرقا، وتبعد عن القدس 69 كم شمالا، 114 كم إلى الغرب من عمّان، و42 كم شرقي البحر الأبيض المتوسط. وترتفع عن مستوى سطح البحر بـ 500 مترا تقريبا. وهي تتمتع بموقع جغرافي هام، فهي تتوسط اقليم المرتفعات الجبلية الفلسطينية وجبال نابلس وتعد حلقة في سلسلة المدن الجبلية من الشمال إلى الجنوب وتقع على مفترق الطرق الرئيسية التي تمتد من العفولة وجنين شمالاً حتى الخليل جنوباً ومن نتانيا وطولكرم غرباً حتى جسر دامية شرقاً. تربطها بمدنها وقراها شبكة جيدة من الطرق.
نشأت نابلس القديمة في واد طويل مفتوح الجانبين من الشرق والغرب محصور بين جبلي عيبال شمالا وجرزيم جنوبا، أما الجزء الحديث من عمران المدينة فإمتد إلى قمة الجبلين.
تاريخ
عُدَّ لواء نابلس قلب فلسطين، إذ وقع في منتصف البلاد فاصلاً شمالها عن جنوبها. وضم هذا اللواء وحتى عام 1965 مدينة نابلس و130 قرية صغيرة مقسومة إلى مجاميع. أصبحت نابلس محافظة شمال الضفة الغربية لتضم جنين وطولكرم وطوباس وسلفيت وقلقيلية. ولكن وبعد حرب 1967 بدأ تقسيم أوصالها، حتى وصلت اليوم وفي عهد السلطة الوطنية الفلسطينية، إلى أن تصبح جميع المدن التابعة لها محافظات مستقلة، وبالتالي تأثر اقتصادها سلبا بهذا التقسيم.
تعد نابلس بلدة كنعانية عربية من اقدم مدن العالم حيث يعود تاريخها إلى ما قبل 9000 سنة وقد دعاها بُناتها الأوائل باسم "شكيم " وتعني نجد او الأرض المرتفعة.
نابلس في الفترة العثمانية
كانت مدينة نابلس، خلال القرن الثامن عشر ومعظم القرن التاسع عشر المركز الرئيسي لتجارة فلسطين وصناعتها، كما كانت مركز للقرى الجبلية الممتدة من جبال الخليل إلى جبال الجليل، وفي الفترة اللاحقة للحملة العسكرية العثمانية سنة 1657 والتي هدفت إلى إلى إعادة السيطرة المركزية على جنوب الشام حكمت نابلس عائلات دخلت وهيمنت على الحياة السياسية، وذلك حتى الجزء الأخير من القرن التاسع عشر، وفي عامي 1771 و 1773، شن الظاهر عمر حملة حاصر فيها نابلس، مبرزا عكا على حساب نابلس كعاصمة فلسطين السياسية في مرحلة تراجع السلطة العثمانية المركزية، ومهيئا لفترة صعود نجم آل طوقان للسيادة على جبل نابلس، وفي 1831، سيطر محمد علي باشا حاكم مصر على سوريا الكبرى عسكريا، ومن ضمنها نابلس، مدخلا تغييرات على ملامح القوى السياسية ومفسحا المجال لعائلة حاكم جديدة هي آل عبد الهادي، بعد فشل ثورة قادها شيوخ نواحي نابلس عام 1834، وفي عام 1859 عادت الحكومة العثماني المركزية للسيطرة معلنة سيطرتها بالقضاء على آل عبد الهادي وتدمير مركز، عرابة منهية سيطرة العائلات المحلية.
جبل النار
سميت جبال نابلس (جبل النار ) لضروب البطولات والبسالة التي بدت من اهل نابلس خلال جميع الثورات التي كانت تنطلق لمقاومة المحتلين . اخذت المدينة بالاتساع عرضا بعد عام 1945 في عهد تأسس بلدتيها ، حيث وصلت مساحتها نحو 5571 دونما . وقد شهدت نابلس نموا غير طبيعي بعد احداث عام 1948 واغتصاب فلسطين فزاد عدد سكانها ومبانيها وذلك نظرا لتدفق اعداد من اللاجئين الذين اقاموا فيها أو في مخيمات حولها حيث امتدت المباني حتى وصلت إلى قمتي جبل جرزيم وعيبال. وصارت المدينة تتكون من قسمين هما" البلدة القديمة " في الوسط والمدينة الجديدة على الأطراف المميزة بشوارعها وابنيتها الحديثة . في عام 1967 نزحت أعداد كبيرة من سكان المدينة فقد كان عدد سكانها عام 1966 نحو (53ألف ) نسمة انخفض إلى (44) الفا عام 1967 م . ثم عاد وارتفع حتى وصل 80 الفا عام 1983 م ، وفي عام 1987 بلغ حوالي ( 106900) نسمة ، وفي عام 1996 قدروا حوالي (102,462) نسمة ظلت نابلس رغم سياسة الاحتلال مركزا اقتصاديا هاما ، اشتهرت بصناعة النسيج والجلود والكيماويات والصناعات المعدنية . تعرضت نابلس وقراها مثل بقية مناطق فلسطين إلى هجمة استيطانية واسعة وقاسية فقد بلغ عدد المستعمرات التي انشئت في مناطق نابلس وجنين وطولكرم 50 مستعمرة وبلغت مساحة الاراضي التي صادرتها إسرائيل لصالح هذه المستعمرات حوالي ( 233,254 ) دونما .
ثقافة
الكنافة النابلسية
اطلق على المدينة لقب دمشق الصغرى لتشابه عادات أهل المدينة مع عادات أهل دمشق. وتشتهر المدينة:
* الصابون النابلسي: ازدهرت صناعة الصابون في نابلس واشتهر صابونها الذي يصنع من زيت الزيتون حتى أصبحت مصابنها جزءا من تراث المدينة.
* الحلويات النابلسية: من أهم حلوياتها الكنافة والحلاوة المصنوعة من السمسم والكلاج
في المدينة طائفة دينية يهودية هي طائفة السامرة، ويسمى أفرادها بالسمرة أو السامريين والتي يقول أبناؤها بأنهم القبيلة اليهودية التائهة. وقد عاشو قبل حرب 1967 في نابلس كمواطنين أردنيين يتمتعون بكافة حريات المواطنة مثلهم مثل مسلمي ومسيحيي المدينة. وقيل أن مدينه نابلس لقبت بثاني أقدم مدينة في العالم بعد أريحا.